في عالمٍ يشهد تطورًا متسارعًا في العلوم الطبية والوراثية، برزت الدكتورة مريم مطر كواحدة من الرموز الإماراتية الرائدة في مجال علم الجينات، لتصبح سفيرة حقيقية للوعي الصحي والمجتمعي في الإمارات والمنطقة.
تنحدر الدكتورة مريم من إمارة رأس الخيمة، وتشكل تجربتها قصة نجاح ملهمة لامرأة إماراتية تحدّت التخصصات النمطية، واختارت التعمق في علمٍ دقيق ومؤثر وهو علم الوراثة الطبية. بفضل إصرارها وعزيمتها، أصبحت واحدة من أوائل الطبيبات المتخصصات في هذا المجال على مستوى الدولة.
ريادة في تأسيس الوعي المجتمعي
في خطوة غير مسبوقة، أسست الدكتورة مريم "جمعية الإمارات للأمراض الجينية"، والتي سرعان ما تحوّلت إلى مرجع وطني وإقليمي في التوعية بأهمية الفحوصات الوراثية. من خلال هذه الجمعية، أطلقت حملات جماهيرية تستهدف مختلف شرائح المجتمع للتوعية بمخاطر الأمراض الوراثية، وضرورة الكشف المبكر، وأهمية الفحص قبل الزواج، ما أحدث تحوّلاً نوعيًا في النظرة المجتمعية لهذه القضية.
اعتراف دولي وتمكين نسائي
لم يتوقف تأثير الدكتورة مريم عند حدود الإمارات، بل امتد ليصل إلى المحافل الدولية، حيث تم تصنيفها ضمن قائمة "أكثر النساء تأثيرًا في العالم الإسلامي" وفق مجلة Muslim Science. هذا التكريم لم يكن فقط احتفاءً بإنجازاتها العلمية، بل اعترافًا بدورها القيادي في تمكين المرأة في مجالات البحث والطب والابتكار.
بصمة إنسانية لا تُنسى
تُعد مريم مطر نموذجًا للمرأة الإماراتية التي تمزج بين العلم والرسالة الإنسانية. فقد ساهمت جهودها في تقليل معدلات الأمراض الوراثية داخل الدولة، من خلال بناء ثقافة طبية وقائية مبنية على المعرفة والوعي، بدلاً من الانتظار حتى وقوع المشكلة.
اليوم، تستمر الدكتورة مريم مطر في إلهام جيل جديد من الأطباء والباحثين، مؤكدةً أن رأس الخيمة، كما الإمارات، قادرة على تصدير الكفاءات والقيادات التي تصنع فرقًا حقيقيًا في حياة الناس.